قريه المالحه

قريه المالحه

الاثنين، 23 مايو 2011

قريه المالحه المغتصه




لمالحة:هي قرية من بين مئات القرى التي دمرت وشطبت من خارطة فلسطين عام الف وتسعمائة وثمان واربعون ورغم ان جميع القرى متشابهة في العادات والتقاليد والحياة الأجتاعية ألا انني اشعر بالحنين الخاص للكتابة عن بلد الاباء والاجداد مع العلم انني لم اولد بها ولكنني سمعت الكثير من القصص التي كان يرويها لي ابي وامي وجدي عن القرية التي ولدوا فيها وعاشوا بين حاراتها وجبالها وسهولها ووديانها والتي اصبحت اشبهة بالخيال انها لوحة شرف وتضحية وبطولة انتهت وطويت واصبحت ذكرى وحلم .
دفعني الشوق والحنين والانتماء للكتابة عنها ودراستها عن كثب واحاول ان اضع بين يدي شباب المالحة الذين لم يولدوا فيها شيء عن قريتهم التي دمرت ورحلوا اهلها عنها وقد رجعت الى كبار السن والى المراجع التاريخية كي اكتب عن بلد الاباء والاجداد . كانت الذكريات تندثر امام الهجرة وامي وابي يحدثاني عن طفولتهما وشبابهما وكيف كانت امي تخرج لجلب المياه من عين البلد التي تبعد عن القرية اثنين كيلو متر وكيف كانت الطريق الى العين .كانت تحدثني امي عن موسم قطف الزيتون وايام الحصاد وايام الاعراس كل تللك الذكريات ما زالت موجودة عندها وما زال الحنين يراودها بالعودة الى مسقط راسها . المالحة اليوم عبارة عن بعض البيوت المتبقيةهنا وهناك لأن اليهود هدموا اكثرها ومسجد القرية بقي كما كان وهو مغلق ولايسمح لأحد بدخوله واصبحت قبورها عبارة عن اكوام حجارة مبعثرة هنا وهناك ولم يبقى في المقبرة سوى قبر واحد . ولم يعد احد يعرف عنها سوى اسمها لذا رايت انه من الضروري الاهتمام والكتابة عن تاريخ قرية المالحة . وانه يجب الاحتفاظ بالتراث الثقافي والتاريخي لانه هو الهوية الحقيقية للشعب الفلسطيني وحتى لاينسى الاباء والابناء بلد الاجداد وحتى يبقى الشوق والحنين في قلوبهم
ووجدانهم ويصبح الحلم حقيقة وهو حق العودة الى مسقط رؤوس الآباء والأجداد . أن المعلومات عن قرية المالحة تكاد تكون معدومة وأن المكتبة في نادي شباب المالحة الرياضي وجمعية المالحة الخيرية ، فقيرة بالنسبة لما يتعلق بقرية المالحة . وفي السنوات الأخيرة جرت بعض الدراسات حول القرى المدمرة في فلسطين ، والتي تبناها المركز العلمي في جامعة بيرزيت ، أن كثيراً من القرى الفلسطينية كانت مهمة عبر التاريخ ، وأن دورها قد انتهى أو تقلص لعدة أسباب فالقرى كانت في العصور القديمة أشبه بدول ، كما كان لها اعتبارات سياسية وحضارية وأن هذه الدراسة تحتوي على عدة فصول من النواحي الاجتماعية والجغرافية والتضاريس والمواقع الأثرية ، وكذلك أصل العائلات والعشائر التي تشكل النواة السكانية لقرية المالحة.

أسباب التسمية
سميت المالحة بهذا الاسم نسبة الى وجود عين ماء مالح بالقرب من جامع القرية ، ومن الطريف ذكره أن سكان القرية يعزون ملوحة الماء للقصة التاليه حيث ظهرت عندما أراد أحد السكان القريبين من الجامع البناء وجد أن الماء يتسرب إلى الاساسات فقام بوضع الملح في مصدر النبع ، فاصبح طعم الماء مالحاً ولهذا سميت القرية بالمالحة لملوحة ماء النبع المذكور . أم أسم المالحة الأصلي فيقال بأن اسمها هو " دير الهوى " .
جغرافية المالحة الإقليمية
الموقع: تقع البلدة جنوب غرب مدينة القدس وتبعد عن المدينة حوالي 3 كم وتقع على خط طول 160ـ170 ، وخط عرض 130ـ 140 وبلغت مساحتها 6828 دونم أما مسطح القرية فيبلغ 86 دونم .

الحدود: يحدها شمالاً قرية لفتا ومن الجنوب قرية شرفات وبيت جالا ومن الشرق بيت صفافا ومن الغرب قرية الولجة ، عين كارم ، الجورة .

التضاريس: الطبيعة العامة لسطح أراضي قرية المالحة جبلية في الدرجة الأولى ، يوجد بها بعض الهضاب والسهول أما مناخها فهو معتدل في الصيف وماطر في الشتاء ومعدل سقوط الأمطار عليها 600 ملم في السنة وقد ترتفع بها الأمطار في السنوات الغزيرة لتصل إلى 800 ملم وفي بعض السنوات لا يتجاوز 300 ملم .

الأحواض الطبيعية في قرية المالحة
1 ـ سطح القرية 10 ـ باطن الخضر 2 ـ البورة 11 ـ خلة القطوف 3 ـ وادي المدين 12 ـ بيت مزميل 4 ـ وادي البدوي 13 ـ الحكر 5 ـ الجور 14 ـ باطن الجمل 6 ـ وعر الصيام 15 ـ رجم الطرود 7 ـ السرج 16 ـ خلة فرج 8 ـ خربة الفواكسة 17 ـ وعر قوار 9 ـ خربة الجواريش 18 ـ الملسة


الحياة الاقتصادية
كانت الحياة الاقتصادية في المالحه كمعظم القرى الفلسطينية في ذلك الوقت تعتمد على :

1. كأغلبية القرى الفلسطينية كان سكان قرية المالحه يعملون بالزراعه حيث تميزت محصولاتهم بما يلي: ·الزيتون أهم الحاصلات الزراعية في قرية المالحة ويعد أهم الحاصلات الزراعية. ·الحبوب وكانت تزرع في الأودية والسهول . ·الخضروات وكانت تزرع بعلا مثل البندورة والكوسة والفقوس . 2.وكان معظم سكان المالحة يعملون في مهنة الدقاقة ، ومعظم العمارات الموجودة في حي القطمون والبقعة هي من إنتاج الدقيق المالحي الذي كان يشهد له في هذه المهنة ومن أبرز أعمالهم متحف القدس . 3.وكانت هناك نسبة قليلة من السكان يعملون في الوظائف الحكومية ، أما بالنسبة للتعليم فقد تم إنشاء مدرسة في قرية المالحة عام 1932 وكانت من أوائل المدارس في منطقة القدس وقد تخرج منها نخبة من المدرسين والمثقفين وكانت تسمى مدرسة بني حسن الثانوية . 4.وقد كانت القرية من القرى الزراعية فكان أهلها يعتمدون على الزراعة وتربية الأغنام والأبقار والخيول فكانت ارض القرية من السدر حتى حدود ارض عين كارم وارض الجورة وحدود ارض الولجة فكانت كروم العنب والتين واللوز والزعرور وبعض كروم السفرجل فكانت المنطقة كلها خضراء وهذه أسماء المناطق غرب القرية السدر راس قوار خلة أبو قمل خلة الياس خربة أبو درويش كرم حسن مراح القنبر الحكر خلة الحوشية خربة الفواقسة ظهر شراره خربة أم العز باطن الشمالي وكرم السباع واد الجوع والمدرة كروم بلوط واد أم وادين وعر القطمون وعر النثر و أراضي البقعة وهي متسعة جدا وهي تحد أراضي صور باهر. أما الحيوانات التي كانت موجودة فهي الأغنام والماعز وكان اكبر قطيع يمتلكه الشيخ عبد الفتاح درويش وكان يملك اكبر قطيع محمد صالح اعمر الملقب الجعار وكذلك محمد سلامة دواد كان يملك قطيع من الأغنام والماشية .كذلك كان يوجد في البلد بعض الخيول العربية الأ صيلة وكان يوجد في القرية بعض الأبقار والحيوانات الأخرى .وكانت قرية المالحة تعتمد بالدرجة الأولى على الزراعة وتربية الأغنام والماشية .
الحياة الاجتماعية

كانت الحياة الاجتماعية في غاية البساطة فكان التعاون موجود في كثير من مجالات الحياة فمثلا كان الرجل هو المسؤول عن زواج ابنائه من بنين وبنات فاذا اشتغل الولد وقبض ثمن عمله كان يسلمه الى والده او والدته حتى وان كان متزوج فالكل يشتغل لمصلحة العائلة داخل البيت وكان الكل يذهب لجني المحصول اذا كان المحصول حبوب او ثمار وحبوب مثل القمح والشعير والعدس والكرسنة والفول والثمار مثل قطف الزيتون وبيع العنب والتين والزعرور والمشمش والخوخ والتفاح وغيرها فكانت العائلة بمجموعها تتعاون وتاكل وتعيش مع بعضها والمسؤول هو الوالد والوالده فكانوا في النهار يذهبون الى اعمالهم فالمزارع يذهب لزراعته والعامل يذهب لعمله وعند المساء يعودون الى بيوتهم فيجتمع الجيران ويتسامرون وكان اكثر الشباب يذهبون الى المضافة
المضافة

كان في القرية في باديء الامر مضافة واحدة تسمى ساحة البلد وهذا في زمن شيخ مشايخ بني حسن محمد درويش ثم انقسمت القرية بعد وفاته الى عدة مضافات حمولة الجواريش لها مضافة في عهد المختار حسين محمود وكانت تضم عدة حمائل الحراذين معلا وقسم من عائلة فرج وقسم من عائلة عمار وقسم من عائلة قطامش وقسم من عائلة العق وكانت مضافة السفافرة وتضم عائلة ابو قمل وعائلة السفافرة وعائلة العق وهؤلاء كلهم من حارة المراجمة لان البلد حارتين المراجمة والفواكسة وكانت لهم مضافة واحدة وكانت تضم العائلات التالية فرج -حمدان -ايوب -جودة -سرحان -الحنش -قوار -شرارة -عفانة -حميدان -حمودة -بشير. ثم انقسمت الى عدة مضافات مضافة قوار ومضافة عائلة ايوب ومضافة عائلة معلا وكانت المضافة عبارة عن مجمع للحامولة.عيون الماء في قرية المالحة
عين يالو وهي العين الوحيدة في القرية وتبعد عن القرية مسافة 2 كم وكانت هي مصدر الماء الرئيسي لسكان القرية ، وبعد ذلك قام الأهالي بإنشاء آبار جمع الشرب ومع ذلك بقيت عين يالو هي المصدر الرئيسي لأهل البلدة .
القبور الأثرية
يوجد في قرية المالحة الكثير من القبور الكنعانية المحفورة في الصخر والتي تقع في منطقة باطن الخضر ، وكذلك توجد في القرية قبور رومانية وكان هناك عدة مقامات في القرية ( مقام الزعبي وأبو الشعر ) .
المساجد
المسجد العمري : وهو المسجد الوحيد في القرية ، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى الخليفة المسلم عمر بن الخطاب الذي يعتقد الناس أنه مر من المكان وصلى بالمكان نفسه ولهذا ينسبون الجامع له ، وقد حدث أن تصدعت المأذنة عام 1927 وقام الأهالي بإعادة بنائها وقد شارك جميع أهالي القرية في بناء المأذنة ولا يعرف بالضبط متى تم بناء المأذنة إلا أن الجامع هو من الجوامع العمرية في فلسطين .
السكان
أصل العائلات
·أن معظم السكان في منطقة الهلال الخصيب كانوا نتيجة هجرات معينة وسكنوا الشام والعراق ومصر ، ومن الذين سكنوا الشام الأموريين والكنعانيين والآراميون والأنباط . ·أن الدارس لأصل السكان في قرية المالحة يلاحظ أنهم من الجزيرة العربية ، وكانوا قد هاجروا قديماً إلى مصر أو الشام والمتتبع لسكان المالحة وعائلاتهم يلاحظ أن معظمهم ينتسبون إلى القبائل القيسية التي أساسها من نجد ، وتعرف قرية المالحة والقرى المجاورة بعرب بني حسن وللقرى تاريخ عريق ويقال بأن لهم أصل شريف وكان لهم مسجداً في باب الخليل . أما عدد سكان المالحة عام 1945 فكان يقارب الألفان نسمة يرتبطون بروابط قوية عن طريق النسب والمصاهرة . وتقسم المالحة إلى تجمعين رئيسين هما المراجمة والفواكسة :
المراجمة وتشمل العائلات التالية : الجواريش، معلا ، أبوقمل ، العوق ، الحراذين ، السفافرة . أما الجواريش: طشطة ، صيام ، سلامة ، عواد ، فرحان أبوحلو ، الحواري، أبوحمود ، رزق . أما حمولة معلا أحمد وتنقسم إلى علان ومعلا ، أعمر ، برهوم ، إسماعيل . أبوقمل: هذه الحمولة لا تنقسم لأية أفرع .
العوق: وتنقسم إلى عدة عائلات : رمضان وزرينة ، عوض مصلح ، عصفورة .
الحراذين: تنقسم إلى عائلتين الخطيب ( أبوشحادة )، جاد الله .
السفافرة: أما هذه الحمولة فلا تنقسم إلى أية أفرع الفواكسة وتشمل العائلات التالية :سرحان ، الكرام ، فرج ، عمار ، قطامش ، جندية ، بشير، شراره ،عودة ، حميدان ، قوار ، أيوب (وهذه العائلة تنقسم إلى سعادة ، جادو ، عواد ، برهوم )
هذاومن الجدير ذكره عن عائلات المالحه ما يلي :

عائلات المراجمة

بأنه لا توجد بينهم أية قرابة دم إلا عن طريق النسب والمصاهرة ، وقد كان تحالفهم هذا هو من النواحي العشائرية حتى يشكلوا النصف المقابل في البلد وهي حمولة الفواكسة
عائلة درويش

فقد قدمت إلى قرية المالحة من قرية الولجة إثر نزاع حصل في القرية والتي هي جزء من قرى بني حسن ، وقد استقر محمد درويش في قرية المالحة وتزوج منها وأصبح هو وأولاده وذريتهم بعده من أهالي المالحة ، وقد برز منهم الشيخ عبد الفتاح درويش والذي كان من وجهاء فلسطين ومشايخها وكان واسع السيط ، كذلك برز منهم المحامي أمين درويش رئيس النادي القروي في القدس . الحمايل

فيقال بأن الجواريش قد قدموا من جرش أثر نزاع قبلي في المدينة ، وقد أستقر الجواريش في خربة الجواريش في بادئ الأمر ومن بعد ذلك تصاهروا مع أهل المالحة و أنتقلوا إلى قرية المالحة ليصبحوا جزء منهم وكان السبب في ذلك الخوف والحروب .
الفواكسة
فيقال أن أساسهم من قرية فاكوسة في مصر وقد سكنوا في خربة الفواكسة ، وبعد ذلك انتقلوا إلى قرية المالحة ليشكلوا أكبر تجمع عائلي.
أبو قمل
فيقال بأن أساسهم من كموليا في مصر ، وكذلك السفافرة فيقال انهم من سفوريا من مصر .
باقي الحمائل الأخرى
فيقال بأنهم من الحمائل القديمة التي سكنت المالحة .
هذا ومن الجدير ذكره بأن أهالي المالحة هم قيسيون يرفعون الراية الحمراء شعار قيس حيث برزت القيسية كقوة سياسية وعسكرية كبيرة في صدر الإسلام وفي العصر الأموي مما أدى إلى اصطدامهم بقبيلة " بني كلب " القبيلة الرئيسية وهذه سميت بالقبائل اليمنية فشهد عصر معاوية الثاني تحرك القبائل القيسية في شمال شرق بلاد الشام وقد امتنعوا عن بيعه معاوية الثاني وحنقوا على ما لكلب من منزله وقد انضمت قيس إلى ابن الزبير بعد وفاة معاوية الثاني (64 هـ /684 م ) وثار الضحاك ابن قيس القهري القيسي على مروان ابن الحكم ولكن نفوذ القيسية تضعضع بعد معركة مرج راهط الذي أنتصر فيها مروان ابن الحكم وقتل الضحاك . وتمكن العباسيون من هزيمة الأمويين في موقعة " الزاب الكبير " وقد أهتم العباسيون بإخماد الفتن بين القيسية واليمنية من أجل الأمن ومن خلال حكم العباسيون وتراصي قبضتهم حكمت دول ضمن إطار الدولة العباسية مثل الدولة الطولونية والإخشيدية والحمدانية إلى أن تمكنت الدولة الفاطمية من احتلال الشام ، وهذا التفسخ والتناحر أدى إلى عدم الاستقرار وضعف الهبة الإسلامية أمام الغزو الصليبي الذي بدء عام 1098 و انتهى بالسيطرة على الساحل الشامي وأقامة الإمارات الصليبية الرها ـ أنطاكية ـ بيت المقدس وقد انتزعوها من حاكمها الفاطمي افتخار الدولة . وبعد ذلك قيض الله للأمة العربية والإسلامية البطل صلاح الدين الأيوبي الذي تمكن من الإنتصار على الصليبين في موقعة حطين عام 1187 م. بعد ذلك تابع المماليك حركة التحرير إلى أن تمكنوا من تطهير بلاد الشام من الصليبين كذلك قام المماليك بدفع الخطر والإنتصار على المغول في عين جالوت سنة 1260 م. وكان جبل القدس عبارة عن سنجق كامل يتألف من النواحي التالية : ناحية بني زيد ، ناحية بني مرة ، ناحية بني سالم ، ناحية بني حمار ، ناحية بني حارث الشمالية ، ناحية بني حارث القبلية ، ناحية بني مالك ، ناحية بني حسن ، ناحية العرقوب ، ناحية القدس ناحية الوادية . وكان يؤلف مع سناجق أخرى بشالق الشام والذي عاصمته دمشق على أن النكبة السكانية لفلسطين الفرنجية جاءت بعد الفتح الإسلامي فانهيار القوة الإحتلالية في حطين ترك المدن مكشوفة تقريباً كما ترك الفرنجة بالذات دون مبرر وجود ، ولأنهم لم تكون رابطة لهم في الأصل مع البلاد لذلك جمعوا ما يملكون من مال ومتاع ومشوا قوافل من القدس إلى موانئ الساحل ومنها إلى أوروبا وفرغت فلسطين مرة أخرى حوالي عام 1200 م كما فرغت في المرة الأولى سنة 1098 م عقب الاحتلال الإفرنجي لها . ولكن القوة العسكرية الفرنجية لم تخل تماماً من المناطق المجاورة لفلسطين أو حتى الموانئ الفلسطينية وإنما تحصنت فيها على موعد مناسب من أجل إعادة اجتياح باقي فلسطين وفي ظل هذا الخطر القائم على المناطق الفلسطينية المحررة ـ المناطق الجبلية في وسط فلسطين والسهل الجنوبي ، وفي ظل الفراغ السكاني الكبير التي كانت تعاني منه فلسطين أخذ صلا ح الدين الأيوبي في بحث دؤب عن حل لهذه القضية ، ولم يكن صلاح الدين الأيوبي قائداً عسكرياً فذاً فقط بل كان سياسياً قوياً يسوس الأمور علة خير ما تكون مصلحة الرعية وذلك بفضل الاستعانة بآراء وزرائه والاستماع لمستشاريه والأخذ باقتراحاتهم آخذاً أولاً على عاتقه إحياء المظاهر الإسلامية في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية وكذلك فإنه استقدم عدة قبائل عربية وطنها في القدس واقطعها الأحياء والمنازل وتذكر المصادر أنه وبعد فترة قصيرة قام صلاح الدين بإعادة توزيع القبائل العربية على ريف فلسطين عامة وعلى ريف بيت المقدس وأن هذه القبائل لم تنتقل إلى الريف إلا بعد عام 1293م وهي السنة التي طرد فيها آخر صليبي من بلاد الشرق العربي ، وما ورد ذكره أنه في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي قام سلاطين بني أيوب ومن بعدهم سلاطين المماليك بتوزيع قرى وأراضي البلاد على القبائل العربية . فأخذ بنو زيد 24 قرية وبنو مرة 8 قرى وأخذ بنو حارث 14 قرية وأخذ بنو حمار 11 قرية وأخذ بنو صعب 28 قرية وأخذ بنو حسن 13 قرية . أما القبائل التي انتقلت واستوطنت الريف الفلسطيني بعد منحها لتلك الاراضي فإن صلاح الدين قرر أن لا يؤدي انشغال هذه القبائل في التعمير والزراعة والتجارة إلى إهمالها إلى العدو الرابض خلف الخندق ولهذا فإنه جدد بعض المناسبات واستخدمت بعض المناسبات أعياداً وهن هذه المواسم : ـ ـ النبي صالح في الموقع الذي يدعى نفس الاسم اليوم وموعده يوم الجمعة الحزينة لبني زيد . ـ النبي عنيز في منطقة بني حارث وموعده يوم الجمعة المذكورة لبني حارث . ـ النبي صالح في الرملة لبني حمار . ـ النبي موسى لبني حسن ، وبني مالك . وكانت المواسم المذكورة تقام في أوقات معينة من السنة لأن الناس كانت تتوقع تجدد الغزوات الصليبية في تلك الأوقات وخاصة يوم الجمعة الحزينة عند المسيحيين والتي تشهد قدوماً كبيراً لآلاف الحجاج المسيحيين إلى القدس .

الصراعات الداخلية في جبل القدس
الصراعات الداخلية في جبل القدس في العهد العثماني مثله مثل باقي مناطق فلسطين شهد جبل القدس


من الصراعات الداخلية في العهد العثماني ازدادت ضراوة هذه الصراعات في القرن التاسع عشر الميلادي ، صحيح أن هذه الصراعات لم تتحول إلى حرب أهلية شاملة قسمت الجبل كله ، فجبل القدس كونه مركز فلسطين من ناحية جغرافية كان يحتوي على مدينة القدس ذات المكانة الخاصة في فلسطين والعالم العربي والإسلامي وقد لعب التحزب بين القيس واليمن دوراً أقوى من الدور الذي كان في جبل نابلس وكان أغلب الصراعات تجري تحت رايتي هذين الحزبين ومن الخصائص المميزة لصراعات جبل القدس ، أنها كانت تجري على أكثر من جبهة فهي شملت جبهة الصراع مع السلطة العثمانية والحكم المصري ومع جيوش نابليون وكذلك شملت الصراع بين صفي قيس ويمين وبين صف قيس نفسه في المناطق معينة في الجبل ‏وكان بالطبع لعشائر جبل القدس حلفاء مع عشائر جبال فلسطين الأخرى أما بالنسبة للموقع الجغرافي فانه كان يتحدد في العهد العثماني تبعاً للمناطق التي تسيطر عليها عشائره وفي أقصى سيطرة لهذه العشائر في القرن التاسع عشر كانت حدوده كما يلي : - ·من الشمال حتى سلفيت ومن الجنوب حتى جبال الخليل ومن الشرق حتى أغوارة اريحا والبحر الميت ومن الغرب حتى اللد والرملة والساحل الفلسطيني وكانت تسيطر على جبل القدس العشائر التالية : ناحية بني زيد ، ناحية بني مرة ، ناحية بني سالم ، ناحية بني حمار ، ناحية بني حارث الشمالية ، ناحية بني حارث القبلية ، ناحية بني مالك ، ناحية العرقوب ، ناحية القدس ، ناحية بني حسن وتقع إلى الجنوب الغربي من القدس وكانت تضم 13 قرية ومن هذه القرى المالحة ، الولجة وكان شيوخ هذه المنطقة هم آل درويش وقد ضمت هذه الناحية عام 1871 حوالي 2540 ن وكان لكل قرية شيخ من هذه القرى يدعى شيخ القرية ولكل ناحية زعيماً أكبر يدعى شيخ المشايخ وكان شيخ المشايخ هذا يتم الموافقة عليه من قبل متسلم القدس بناءً على اعتبارات معينة أولها أن يكون قوياً بما فيه الكفاية وهكذا كان يتم اختيار شيخ المشايخ من أقوى عائلات الناحية وبموافقة شيوخ قرى الناحية جميعها وكانت السلطة العثمانية لا تستطيع أن تفعل مع أي شيخ ألا أن تطلب تعيين أخيه أو أبنه محله ولا تستطيع أن تفرض مرشحها لذلك، وكثيراً ما كانت تنقسم الناحية إلى طرفين يؤيد كل طرف منها شيخ قوي وكانت تشتد الصراعات وتصل إلى حد الحروب المحلية التي كانت تخلف الدمار وكثير هي الأمثلة على هذه الصراعات داخل النواحي للسيطرة على منصب شيخ المشايخ ومن هذه الأمثلة.: الصراع الذي حدث في ناحية بني حسن بين آل علي شيخه في المالحة وبين آل درويش في الولجة في بداية القرن التاسع عشر وفي النصف الثاني منه أيضا. وكثيراً ما كانت الصراعات على زعامة ناحية معينة تجر حروباَ اشمل بين نواحي كثيرة أو بين تحالف صف قيس ويمين بشكل أعم مثلما كان يحدث في الحروب المتواصلة في التصارع على منطقة بني حسن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والذي كان صنف هنا يؤيد طرفاً في بني حسن وما أن شارف القرن الثامن عشر على الانتصاف حتى كانت عائلة أبو غوش من العائلات الإقطاعية المتنفذة فأخذت تسعى لزعامة المنطقة ويبدو أن منافسيها من هذه الفترة كانوا شيوخ منطقة بني حسن الذين كانوا ينتشرون في عشرات القرى ويسيطرون على المنطقة وفي العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر كان قد دب الشقاق بين عائلات بني حسن مما أدى إلى نشوب حروب طويلة بينها أدت إلى إنهاكها وضعفها مما أعطى الفرصة لآل أبو غوش فعززوا سيطرتهم وتسلموا لواء صف اليمين في منطقتهم وفي جبل القدس كان من أشهر زعماء أبو غوش في ذلك الوقت عيسى أبو غوش الذي حاول مرة أخرى أن يوسع نفوذه فاصطدم مع آل السحمان في الشمال ومع بني حسن في الجنوب وفي عام 1796 م ،ثم حصلت هدنة عشائرية كما هو مسجل في المحكمة الشرعية في القدس وأسمه عثمان أبو غوش شيخ ناحية بني مالك على رأس قائمة المشايخ الذين حضروا الصلح العشائري بين أهالي ناحية بني حسن وبين جيرانهم التعامرة والوادية وزعماء العرقوب . وقد امتلأت سنة 1853 بالنزعات التي لا نهاية لها على قرى ناحية بني حسن وفي ربيع سنة 1853 عمل متسلم القدس مرتين على عقد هدنة بين آل أبو غوش الذين تولوا قيادة اليمين وآل اللحام " اليمين الأصل " الذين تولوا قيادة القيسين وفي شباط 1855 وقعت الضربة المضادة فقد جاء آل أبو غوش لنجدة عطا الله اللحام واستولوا على بيت عطاب وسجنوا عثمان اللحام وقد خذلة " عزرائيل " محمد عبد النبي العملة الذي دعاه هو وجماعته لنجدته ولكن تم بعد ذلك ترتيب هدنه بين عثمان اللحام ومحمد عطا الله مدتها شهرين لكن هذه الهدنة كانت تسري على العرقوب ليس الا، بينما استمرت الاشتباكات الموضعية في بني حسن بين عشيرتي أحمد عيسى وعلي شيخة بوجه خاص من المالحة ويذكر البرغوثي أن بين عائلات جبل القدس المتنفذة علي شيخة في بني حسن من مركزهم المالحة وزعماءهم اليوم آل درويش . مما نريد ذكره أنه قبل مائة وخمسون عاماً وعلى أثر النزاع العشائري بين بني مالك وبني حسن هاجر قسم من بني حسن إلى منطقة جنين وسكنوا في قرية عرابه وبعد ذلك رحلوا إلى منطقة عربونة في جنين وما زالوا يعرفون بني حسن ، وكذلك يوجد قسم منهم في اليامون من قرى جنين ، أما القسم الثاني من بني حسن فقد رحل إلى منطقة غزة وقد إنقطعت أخبارهم أما الأكثرية من بني حسن فقد بقيت في قرى القدس الغربية الجنوبية ، ويوجد عشائر بني حسن في الأردن وتوجد صلة قرابة بينهم وبين بني حسن فلسطين ، ويتمركز بني حسن الأردن في محافظة الزرقاء وهم قسمان الثبته وبنو هليل . وقد كان الأتراك يجبرون الأهالي على الدخول في الجيش التركي وممن اشتركوا في الجيش العثماني من المالحة، مصلح جبر معلى، ومحمد سلامة داود سعيد فرحان ، وعيد محمود طشطه ، واحمد قوار وغيرهم من أهالي القرية ، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وحسب اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 سيطر الإنجليز على فلسطين وبدءوا في تنفيذ وعد بلفور الصادر في 2 تشرين الثاني سنة 1917مما حدا بالفلسطينيين لإشعال الثورات ضد الإنجليز خلال العشرينات من القرن العشرين على أن اكبر الثورات الفلسطينية ضد حكومة الانتداب كانت ثورة 1936 وسجل الشعب الفلسطيني أكبر إضراب في التاريخ حيث أستمر ستة أشهر متواصلة ولقد شارك أهالي المالحة في ثورة 36 كغيرهم من قرى ومدن فلسطين وقد قام الإنجليز بسياسة فرق تسد والتي كانت عاملاً كبيراً في أضعاف وإفشال الثورة ، سارت المنطقة ضمن مجريات الحرب العالمية الثانية وأنهى الإنجليز انتدابهم في 15 أيار سنة 1948 بعد أن اضعفوا العرب أمام اليهود وسقطت قرية المالحة في أيدي اليهود وتشرد سكانها وأصبحوا لاجئين في المخيمات والقرى والمدن المجاورة . وتمتد أراضي المالحة حتى باب الخليل وكان لهم مسجداً في باب الخليل ويقال بأن لهم سلفاً صالحاً وكانت أراضى الطالبية وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى أحفاد الإمام علي بن أبى طالب ن والقطمون والبقعة ، وجورة العناب ، وغيرها هي من أراضي المالحة وقد ذكر في كتاب القدس قبل مائتي عام بأن مفتي لبنان الشيخ مصطفى البكري عندما أراد زيارة الحرم الإبراهيمي الشريف وكان ذلك قبل 200 سنة وكان يوجد في ذلك الوقت قطاع طرق ذهب إلى قرية المالحة والذين بدورهم قاموا بإيصاله إلى الحرم الإبراهيمي ويقال بأنهم كانوا مسؤولين عن حفظ الطريق من باب الخليل في القدس حتى الخليل وكان يوجد في القرية خان لاستقبال الضيوف وقد دلت الآثار بأن الخان موجود في أول القرية ، وكان يوجد حول القدس عشرات القرى الحسينية المنسوبة لنبي حسن ويقال بأن لهم سلفاً صالحاً كما جاء ذلك في رحلة البكري والأنس الجليل ، وقد ورد في الأنس والجن أن صلاحية عرب الموالح كانت حتى مدخل حلحول وجاء في الحالة الذهبية للبكري الصديق " وسرنا إلى أن آوانا الليل في غاية الإكرام حتى أدخلونا الرملة " .

صورة عن الإقطاع
كان الفلاحون في جبل القدس هم الذين يقومون باحتفالات موسم النبي موسى غالباً وكان علماء القدس يدفعون عنهم الأذى والمظالم لأن هؤلاء الفلاحين كانوا في أكثر الأوقات زراعاً في اقطاعهم وكان زعماء الفلاحين بني زيد حتى سنجل وبني حسن حتى الخليل وأبو غوش حتى الرملة وبني عامر لهم بقايا في الطور حتى أريحا والغور في الأنس والجليل676 وفيها سنة 894 هـ قصد أمير عربان جرم وهو ابو العويس أن يجدد مظلمه على الفلاحين بجبل القدس ويأخذ منهم مالاً وكان جماعة شيخ الصلاحية ومنعه من ذلك وجلس بالمسجد الأقصى عند الشباك المطل على عين سلوان وجلس معه شيخ الإسلام الكمالي بن أبى شريف والقضاة والمشايخ وكتبوا محضراً ووضعوا خطوطهم به وأن ذلك لم تجربة عاده قبل اليوم وجهز المحضر إلى الأمير " اقبردي دوادرا " المقام الشلايف وهو بمخيمه بالرملة ، فلم يكن أقبردي أمير جرم من أخذ شيء من الفلاحين وسجلت القضية في صحائف شيخ الغسلام النجمي بين جماعة " عرب جرم كانوا يضربون مساكنهم بين الخليل وغزة .

مسيرة النضال وقافلة الشهداء

لقد كانت قرية المالحة من الاوائل في النضال في القضية الفلسطينية ولقد حصل اليهود على وعد بلفور من الحكومه البريطانية وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وانتصار الحلفاء، سمحت بريطانية لليهود بالهجره الى فلسطين فقامت أول حركة فلسطينية ضدد الحكومه البريطانية ، وقد اجتمع زعماء فلسطين وأذكر منهم الحاج أمين الحسيني ، أحمد حلمي ، عارف العارف ، خليل بيدس ، عوني عبد الهادي وغيرهم. وقامت مظاهره سنة 1923 ميلادي خرجت من المسجد الاقصى حتى وصلت باب الخليل وقد قام المتظاهرون بحرق العلم البريطاني والذي على أثره قام الجنود الانكليز بالقاء القبض على الزعماء الفلسطينين واعتقالهم وحكمت عليهم بالاعدام الا أن الحكومه طلبت منهم أن يعترفوا بالخطأ وأن يعفوا عنهم مقابل كفالة . وقد اشترك أهالي المالحه في ثورة البراق سنة 1929 وكذلك اشتركوا في الهجوم على مستعمرة بيت فيغان وقد أصيب راشد عيس أسعد بطلقة في صدره وسقط أول شهيد على تراب فلسطين من المالحه المرحوم الشاب أنيس قطامش في معركة قالونيا سنة 1929 . وحينما بدء الاضراب الكبير سنة 1936 الذي امتد ستة أشهر قام الانكليز باعتقال العشرات من شباب القرية أذكر منهم : محمد صالح حميدان ، محمد منسي ، سعيد بشير ، عبد علي شراره، جابر سعاده وغيرهم. وقد نزل الجيش البريطاني على قرية الولجة حيث كان قائد الفصيل أبو شعبان ومجموعته في الولجه الى الغرب من قرية المالحه وتبعد عنها 4 كم وكانت الطريق تمر من أراضي المالحه وحين وصل الجيش البريطاني بين الجبال حيث تحكم شباب المالحه في قمم الجبال أطلقوا نيرانهم على الجنود البريطانيون وكان موقف الجنود في الوادي لا يحسد عليه فقد قتل على ما يزيد على 15 جنديا ما عدا الجرحى ، ولكن الحكومه البريطانية اعترفت بمقتل ثلاثة جنود وجرح خمسة جنود وكان سلاح الشباب البنادق حتى أن الشيخ سعيد درويش البالغ من العمر 70 عاما قد شارك في الجهاد ومعه أولاده عزت وعزيز . ودارت معركه في بيت محسير بين المجاهدين والجيش البريطاني ووصلت أخبارها الى شباب المالحه فهب شباب المالحه لنجدة المجاهدين وممن اشتركوا في المعركه محمد مصطفى فرحان ، محمد الباشا ، عزيز درويش، صالح عبد الله قوار. وفي سنة 1948 اشترك أهالي المالحه كغيرهم في الدفاع عن أراضيهم ، وفي معركة القطمون اشترك أهالي المالحه في هذه المعركه وقد استشهد في تلك المعركة الشهيد صالح تايه برهوم وزوجته التي قام الصهاينه بشق بطنها وهي في شهرها الاخير ، ونعيم تايه برهوم ، ورقية تاية برهوم . أما الجبهه التي كان شباب المالحة يحرسونها فتمتد من عين كارم حتى القطمون ، ولقد قام اليهود بعدة محاولات لاقتحام القرية الا أن أهالي القرية كانوا لهم دائما بالمرصاد ، وقد اعترف مناحم بيغن في كتابه التمرد بأنه قام بأول هجوم على قرية المالحة وفشل الهجوم وخسر ثمانية عشر جنديا، ثم استأجر ضابط بريطاني خبير في حرب العصابات يدعى كشمل والذي قاد الهجوم على القرية الا أن أهالي القرية ردوهم على أعقابهم بعد أن قتل الضابط كشمل وثلاون صهيونيا كانوا معه وهذا باعتراف مناحيم بيغن وفي الهجوم الثالث قام اليهود بدفع قوات كبيره حيث أمتد خط القتال من الغرب "الارض التي تطل على عين كارم" حيث أن المنطقه كانت في حراسة أهالي عين كارم وقد سقطت في يد اليهود وأمتد خط القتال حتى أرض تسمى الركبه والتي يوجد فيها بيت المحامي أمين درويش " أول محامي في القرية" وبدأت المعركه بعد منتصف الليل واستمرت بعد طلوع الشمس واستشهد ثلاثة أشخاص من المالحه وهم نعمان حسن أحمد عوده، موسى حسن عوده المدعو موسى زهره ، وحلوه السالم ، وقد جرح محمد محمود محسن وقد تم احتلال القرية من قبل اليهود الصهاينه في هذا الهجوم. أما شباب المالحه فقد تجمعوا وقرروا الهجوم على اليهود داخل القرية وبمساعدة المدفعية المصرية التي كانت موجوده في الصليب بين شرفات وبيت لحم وبمساعدة المجاهدين في جبل الرب "مسكري" وبدء الهجوم من الجهه الجنوبية الغربية وكان بعض المجاهدين موجودين في جبل علي شراره ومعهم مدفع برن ليغطوا على تقدمنا نحو اليهود ، وكان بعض المجاهدين يتمركزون في أرض باطن الخضر تحت شرفات حيث كان معهم مدفع برن ويطلقون النيران على اليهود الذين تمركزوا في بيت مصطفى نمر وكان هذا البيت اخر بيوت القرية من الجنوب كان من الذين شاركوا في هذه المعركه كل من محمد أحمد أسعد ، شحاده عصفوره، صالح علقم، صالح مصلح الحلو، أحمد محمود جابر، محمود عطية معلى وغيرهم.
وقد أصيب بطلقه في ظهره رشيد أحمد رمضان وتوفي في المستشفى محمد مصفى فرحان وقد تم تحرير بيت مصطفى نمر علقم ، ووجد بداخله عشره من يهود القتلى ، وبعد ذلك دارت المعارك داخل القرية من بيت الى آخر مما أدى الى سقوط القرية مره أخرى في أيدي اليهود .

أسماء شهداء قرية المالحه
أسم الشهيد
المعركه
السنه
ملاحظات
أنيس قطامش قلونيا1929 ثورة البراق سبيرو كرام رحابيا1937 صالح تايه برهوم القطمون1948 نعيم تايه برهوم القطمون1948 رقية تايه برهوم القطمون1948 علي فرحان القطمون 1948 خليل عيسى فرج بتير1948 محمد عثمان طشطة كفر عصيون1948 نعمان حسن أحمد عوده المالحه1948 ليلة سقوط القرية موسى حسن أحمد عوده المالحه1948 ليلة سقوط القرية عيسى أحمد فرحان المالحه 1948 ليلة سقوط القرية

أسم الشهيد
المعركه
السنه
ملاحظات
حلوه سالم الباشا المالحه 1948 ليلة سقوط القرية ابراهيم محمد برهوم عين يالو 1948 موسى جمعه شراره المالحه 1948 أحمد محمد أبو كمل المالحه 1948 رشيد أحمد رمضان المالحه 1948 محمود محمد صيام عين يالو 1948 محمد حسن عوده عين يالو1948 ابراهيم عطيه معلى عين يالو1948 موسى محمد منسي بيت لحم 1948 وجميع أفراد عائلته


التراث الاجتماعي

* اللهجة * الازياء الشعبية * العادات والتقاليد* الادب الشعبي * الفنون الشعبية
التراث الاجتماعي

التراث هو البيئة الاجتماعية التي يشغلها الانسان والمقدمات والمرتكزات الاساسية التي انتجتها عقول الاجيال السابقة الى ان وصلت الى الاجيال اللاحقة ولها وظيفة الاشراف على سلوك الفرد وتوجيهه وتنشئته ويشمل عادات الناس ومعتقداتهم ووسائل تفكيرهم وكل ما يتعلق بجوانب الحياة المادية والمعنوية.
اللهجة
لغتنا العربية لها لهجات عامية ظهرت بعد الفتح الاسلامي نتيجة لتزاوج العرب واختلاط الاجناس والاحتكاك باللغات الاخرى وسيادة لهجة قريش بعدها تفشى اللحن وكان بداية عملية لنشوء اللهجات العامية .
العادات
هي افعال واعمال والوان السلوك التي تنشأ في قلب الجماعة بصفة تلقائية وتخدم اغراض الجماعة والعادات ضرورة اجتماعية لتقوية الروابط والتجانس في التصرفات وتمثل جزء من دستور الامة غير المكتوب وكذلك هي نمط السلوك الذي يقتضيه الفرد والجماعة بانفسهم ويميل الى الثبات بمرور الوقت بالانتقال الوراثي وتشمل العادات في المالحة ما يلي:-
1) عادات الولادة
بعد عملية الوضع والانجاب تنظم النساء زيارات للمرأة التي انجبت ومعهن الهدايا وتستمر الزيارة اربعين يوما وفي الفترة يخثن أو يطهر الولد بعد اسبوع الولادة أو في اليوم الأربعين وكانت العادة أن يغنين النساء في الختالن .
2 ) عادات الزواج
كان الزواج المبكر هو السمة الظاهرة في البلدة ويرجع ذلك الى طبيعة العمل الزراعي ومساعدة الأب ورعاية البيت وزيادة أواصر الترابط والمحافظة على الشرف وكان يخضع الفرد لمعايير الجماعة أو الحمولة لزواجه من أبنة عمه " ابن العم بنزل بنت العم عن الفرس " او " عطية الجورة " وكانت تستمر مرحلة الاعداد للزفاف أسبوع من السهر والغناء وكانت وأهلها وأهل العريس يقومون بشراء الكسوة من مدينة القدس .
3 ) عادات الوفاة
كان الناس يسمعون بالوفاة عن طريق الجامع أو عن طريق الساحات والناس ويأتي الأقارب والأصدقاء وأهالي القرية تلقائياً للمشاركة في المآتم . 4 ) عادات دورة الحياة الزراعية:وتبدا بمرحلة الحراثة وبعدها مرحلة البذور والزرع ومرحلة الحصاد
‎‎5) عادات الأعياد
كان يقام في القرية عيدان رئيسيان هما عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك وبعد صلاة العيد يتبادل الأهالي الزيارات وتقدم للنساء العيدية وهي تكون حاجة نقدية أو حاجية .
التقاليد:هي طائفة من قواعد السلوك خاصة بطبقة أو فئة أو مجتمع ولنا في قرية المالحة تقاليد مرتبطة بالبيئة الاجتماعية التي يزاولها الأشخاص بصفة ً تلقائية ومن هذه التقاليد التحية والمجاملة والتحية التي كانت متداولة هي السلام عليكم وهي للشعار بالأمن والطمأنينة ويوجد كثير من التحيات الأخرى وكذلك توجد تقاليد الجوار وحقوق الجار هي بمثابة دستور وذلك التزاماً بقواعد الإسلام وهنالك أيضاً تقاليد الضيافة وتقاليد العون وتقاليد الفزعة والثأر .
الأزياء الشعبية
كان الرجال في المالحة يلبسون الكمباز وأما النساء فكن يلبسن الثوب المطرز وكان يمتاز بالجمال والاحتشام من خلال الألوان والخطوط آما الذهب فكان يوضع على الراس ويسمى " الصفة" .
الأغاني الشعبية
الأغاني الشعبية تبدأ بالبداعه التي تقول الأغنية ويتوفر بالبداعة صفات الجمال والثقة بالنفس وتغنى الأغنية الشعبية باللهجة العامية ولها مركزات تقوم عليها نذكر منها في يوم الزفة: وإحنا ذبحنا ع الطريق ذبيحة لما وصلنا دار أبوك يا مليحة وإحنا ذبحنا ع الطريق كبشين لما وصلنا دار أبوك يا زين أما عند طلعة العروس: قومي اطلعي قومي اطلعي من حالك وإحنا حطينا حقوق أبوك وخالك قومي اطلعي قومي اطلعي من يمك وإحنا حطينا حقوق ابوك وعمك اما زفة العريس فكانت تجرى في ارض تسمى القاعة وهي من اراضي القرية من جهة الغرب فيركبون الخيل ويكون السباق ثم يعودوا ومعهم العريس راكب على الحصان وامامه امه او اخته ترقص على طول الطريق والشبابة تغني وبينهم شخص يبدع لهم الاغاني وهم يردون عليه ويحملون احدهم على الاكتاف وهو يبدع ويقول يا شباب المد المد ايام الحرب ما بتنعد مساء الخير مساء الخير الله يمسيكم بالخير الله يمسي هالحارة كلها امارة الله يمسي حارتنا هاللي جيناها في الليل ويحملوا احد الشباب على الاكتاف ويقول يا صاحبي ما بخليك هيواو ما دام كيفي براسي لاسحب سيفي واباريك من فوق حمرا اخماسي هذا في زفة العريس اما السهرة التي تسبق العرس فكانت السحجة والسحجة هو ان يصطفوا على قسمين وتكون مقسمة الى مجموعتين متقابلتين ولكل جماعة يوجد لها رئيس فيبدأ الآول : أول كلامي بصلي على النبي الهادي محمد اللي عليه الشمع وقادي وترد عليه الجماعة الثانية: أول كلامي بصلي على النبي الهادي محمد اللي عليه الشمع وقادي أول كلامي بصلي على النبي المختار محمد اللي بسيفه ذبح الكفار يا زايرين النبي وايش وصفة احجاره نيال من راح بيت النبي أو زارهيا زايرين النبي وايش وصفة القبة نيال من راح لبيت النبي وحجه ثم يردوا على بعضهم : مسيك بالخير ياللي جاي هالساعة خصرك رقيق وفي أيدك خاتم الطاعة مسيك بالخير يا قوال يا شاطر مسيك بالخير خلي القول بالخاطر عاليوم عاليوم لون الرفق بدوم لآقيم رايات وابني في الحماد ارسوم عاليوم يا بقرتي لنكى رباعية لآحلب وأملي السطل وأسقي الآفندية وحينما يأتي ضيف على العرس والسامر قائم يحييوه بهذه الكلمات: مسيك بالخير ياللي جاي ساحتنا بقدومك يا صاحبي نورت حارتنا مسيك بالخير مسي وجهك الطيب هلت علينا النعم بقدوم حبايبنا حط القدم عالقدم طولي على طولك زين نصلح لعشرة بعضنا يا كحيل العين اقف اقبالي وانا لاقف مقابلك وأنا بصلي أو جوا القلب بدعي لك ومن هذه الاقوال الشيقة اذا حمى الوطيس وبدأ الكلام الثقيل فيبدأ القول اللطيف بالقول القاسي فمثلا يبدأ أحدهم : ميل على بلادنا تلقى السمن غدران والنعجة في بلادنا جابت سبع طليان ويردوا عليهم الفرقة الثانية : كذاب يا عبد وألا مبرطل الشاهد والنعجة في بلادنا جابت طليي واحد والزغرودة هي اغنية نسائية تزغردها امراة منفردة أو مع مجموعة من النساء مع إطالة الصوت أما الرجال فكانوا يغنون عن الوطن والعزوة والترابط الأسري .
الأمثال الشعبية
المثل الشعبي هو عبارةً عن قول مأثور ويتلخص في تجربة أو فكرة فلسفية ويتمثل بألايجاز والبلاغة وله طابع شعبي والمثل الشعبي هو جملة مفيدة موجزةً متوارثةً شفهياً عن الأباء والأجداد وتكون محكمة البناء بليغة المعنى واسعة الإنتشار . ويبرز المثل الظروف والبيئة والحالة النفسية والاجتماعية والثقافية ومن الأمثال: " اضرب الجرة على فمها تطلع البنت لأمها " " من شابه اباه ما ظلم " " ما بحرث الأرض إلا عجولها " " أضرب الحديد وهو حامي "
المعتقدات الشعبيةمن المعتقدات الشعبية التي كانت سائدة التشاؤم من نواح الكلب وصفير البوم ونعيق الغراب وكذلك توجد الحكايات الخرافية مثل الغول والغولة والجان وحكايات أخرى وهذه المعتقدات الشعبية توجد معظمها في جميع قرى ومدن فلسطين . مخاتير قرية المالحة في عهد الإنتداب البريطاني . 1 ) حسين محمود طشطة . 2 ) صالح جادوا . 3 ) عيسى أبوقمل . 4 ) محمد أبوشحادة . 5 ) محمود صافي . وكان من واجبات المخاتير 1 ) أن يحافظ على الأمن وأن يبلغ أقرب مخفر شرطة عن أي حادث بأسرع وقت ممكن . 2 ) أن يساعد موظفي الحكومة في تأدية واجباتهم بما في ذلك جباية الإيرادات . 3 ) أن يبلغ عن الولادة والوفاة . 4 ) أن يحتفظ بالختم بصفته مختاراً ويختم به كافة الشهادات والمستندات التي تتطلب ختماً . وكان يتوفر في كل شخص يعين مختاراً الشروط التالية : ـ 1 ) أن يكون قد بلغ الحادية والعشرون من عمره . 2 ) أن يكون من سكان القرية أو من المقيمين فيها إقامة دائمة . 3 ) أن لا يكون قد أدين بجرائم جنائية أو أخلاقية .

ألاندية والمراكزكان يوجد في قرية المالحة النادي الحسني الرياضي وكان هذا النادي هو المركز الوحيد في القرية ولم يكن يوجد في المالحة أية جمعية تذكر . وكان يوجد في المالحة مدرسة ثانوية بنيت سنة 1932 وكانت هي المدرسة الأولى في قرى بني حسن في منطقة القدس . ومما نريد ذكره أن دير المصلبة يقع من ضمن أراضي قرية المالحة وكذلك نفس الشيء بالنسبة لدير القطمون
دير المصلبة:
فإذا جلست بين كروم الطالبية وأشرفت على مناظر الكروم ومصايف العلماء تبين منظر لدير ضخم كبير يغلق أبوابه مساءً بعد أن يأوي اليه حراس كرومه وحفظه أشجاره أن الدير كبير وقد جاء في مذكرات العلامة المربي المرحوم أحمد سامح الخالدي والمذكرات في حوزت ورثته، وذلك عن حجة قديمة لديه هو في ظاهر مدينة القدس الشريف غرب الكروم وشجر التين بإزاء قرية تجري عليه بمرسوم السلطان وهذا الدير دخلت اليه ورأيته وفيه صور يونانية في غاية الجمال وصعدت الى سطحة فرأيت له حسن مشرف وسعة فضاء ورهبانة من الكرج وكان قد آخذ هذا الدير في الماضي وجعل مسجداً للمسلمين وأعلن فيه الآذان وأقيمت به الصلوات ثم أعيد ديراً للنصارى وقد أخذ الدير وأصبح مسجداً في دولة الناصر بن قلاوون سنة 705 وصلت رسالة من جهة الملك الكرج ومرسله من جهة قسطنطنية الى نائب الملك الناصر وسألوه في إعادة الكنيسة لهم فأعيدت وسلمت الى رسلهم وأعيدت معها أوقافها وزرعوها وكان الدير يحتوي على كلية لاهوتية اخرجت علماء أفاضل منهم العالم بندلي صليبا الجوزي القدسي ، تلقى علومه في الدير ثم هاجر الى روسيا في القرن الماضي فصار من أعلام المستشرقين وقام بالتدريس في جامعة " باكو " وله كتاب مشهور نادر وثمين أسمه " من تاريخ الحركات الفكرية في الإسلام " .
اما بالنسبة لدير القطمون ـ دير سمعان " منتجع الأخطل "
وقد ورد ذكره في الشعر العربي كثيراً وخاصة في شعر الأخطل التغلبي شاعر عبد الملك بن مروان وفي شعر الخليفة الوليد وكان الأخطل لا يحلو له قيماً الا بيت المقدس مع عبد الملك بن مروان الا لنزول في هذا الدير وقضاء أيامه ولياليه ، وكان عبد الملك بن مروان يأتي للقدس للإشراف على المسجد الأقصى وكان الأخطل شاعر نصراني وكان دير سمعان هذا مشهوراً بالعزلة والهدوء فكان الهاربون من هموم الحياة يلجأون اليه وقد كان الدير زمن الأمويين تابعاً للكنيسة الشرقية ثم بعد الفتح الصلاحي اصبح تابعاً للكرج من رعايا الدولة العثمانية ولذلك صار مضافة لجميع الحكام والولاة والمتصرفين الذين كانت تعنيهم الحكومة العثمانية لإدارة القدس الشريف وتعتبر اراضي القطمون بما فيها هذا الدير تابعة لأراضي المالحة فهي في حماية بني حسن الذين تمتد حمايتهم حتى باب الخليل بل أن لهم جامعاً للصلاة داخل باب الخليل ، جاء في الرحلة الى جبل لبنان لمصطفى البكري الصديقي " مخطوط " وعزمنا على زيارة الخليل وتوجهانا عن طريق بني حسن لأنه طريق أمين ومسلك حسن . أما بالنسبة لجورة العنابلعينبوسي الشماعة ـ وتمر بقناة ماء العينبوسي في جورةالعناب وهي " الشماعة " نسبة لشخص يهودي اسمة يعقوب الشماع جاء من حلب وأشترى الأرض وأقام عليها سوقاً ثم أفلس وأنتحر وخربت السوق وذهبت عقاراتها اسيفاء للديون والأرض كانت تابعةً لأهل المالحة .
الخلاصة
وبعد فأنني أقدم هذا الجهد المتواضع الذي قمت بتجميع غالبية ما ورد فيه من مصادر موثوقة أهمها كبار السن الذين عاشوا في القرية قبل إندثارها ، ومن هنا جاءت ضرورة الإستعجال بضرورة تقديمي لهذه المعلومات القليلة عن القرية مع إقراري بأن تاريخ هذه القرية وأنسابها وما آل إليه أبناءها يحتاج للمزيد من البحث والدراسة والتي ستجد متنفساً لها في كتب أخرى لاحقة ، لذا فأنني أوجهها دعوة من خلال هذه الدراسة الاستهلالية لكافة أبناء المالحة لا سيما المختصين منهم في مجالات البحوث التاريخية والإجتماعية للإنطلاق من هذه البداية لأجيالنا اللاحقة ما يذكرهم دوماً بأرضهم حتى يظل واجب العودة ديناً في رقابهم . 

(http://almalha.org/index.htm)